كورونا العبرة…..محمد شهدي
من المتعارف أن يلتقي مواطن مع آخر ليتبادل الأفكار ويتحاذب أطراف الحديث عن ذكريات مرت من حياة خاصة وماصاحبها من أحداث قد يتصادف بها إحدى الجلسات إما مناسباتية أو سمر عائلي أو تجمع حول مائدة خصصت دائرتها للنقاش طبعا في إبداء الرأي واستحضار قصصا وروايات تثري حوارا لفضاء تولدت عنه قناعات تكون واحدا منها قد تجمعت لديه تجارب خاضها في وقت ما من معترك الحياة يكون قد عاش فيها ضغوطات من زمن قد ولى وترك روايات تحكي عن بلدان يكون قد مر منها أو تعرضت لكوارث لازالت آثارها عالقة تذكره بأيام قد أوصلت البعض الى أكل جذور النباتات منها نبتة أرني التي عرفت بعام الهيف، وكانت تسد رمق الجياع ببعض المناطق من دول أصابها القحط مثل غيرها قد عاشت من ويلات المجاعة وذاقت من قساوة الوضع ، وسنوات الحروب والبطش التي عرفتها الإنسانية حيث القوي يأكل الضعيف، إلى أن جاء الفرج بعد أن مرت أعوام عن مثل هاته الحكاوي التي عانت منها البشرية مرارة الأمراض المزمنة كالجدري والقرع وكردة (السخانة ) الى غيرها من المصائب التي ألقت بثقلها على كاهل الضعفاء منهم والمساكين، هكذا كانت تمر عليهم السنوات بعد أن تكون قد فعلت فعلتها وتركت آثارها البالغة وخاصة في نفوس أولائك الذين عاشوا لحظاتها العصيبة عبر كرونوجيا لأحداث كانت تسير وفق ظروف معينة عانى منها البعض كذلك من وطأة الحرمان والبؤس الشديدين، ومع ذلك بقي الحلم قائما لم تبدده الظنون من كل ما حدث، ولم يتوقف قط في البحث عن التغيير الذي ساهمت فيه علوم الأرض والمناخ حثى صار التعامل مع الطبيعة الإيكولوجية أمرا عاديا بدأ من رصد الزلازل الى غيرها من الكوارت الطبيعية التي لم تكن من صنع البشر كما حصل في جائحة كورونا التي لا يمكن اختزالها في بضع سطور حيث تستحق أكثر من ذلك، خاصة وقد تركت ذكرى سيئة في النفوس وآتارا لن تمحى على مر السنين منهم من وصل به الحال الى وضع وشم على جسمه البريء يحتفظ بعد أن يكون قد مر من عذابات تلك الجائحة التي قتلت العديد بشكل لم يسبق له مثيل، وقد تسللت دون سابق إعلان منذ شهر ابريل من سنة 2019، حيث انتشرت بشكل مخيف في ظرف زمني قصير تمكنت فيه من أطلاق سمومها التي أصبحت تعرف بفيروس كوفيد 19 الذي غطى ربوع الأرض وكانت الصدمة قوية رغم الإحترازات التي اتخدت, والمغرب كان سباقا في غلق الحدود لكن الفيروس كان أقوى من جميع المحاولات وتخطى حدود الدول التي لم تلقى بدا لأقافه، حيث قلب الدنيا رأسا على عقب أربك سكان العالم من شرقه الى غربه، لم يكن أحدا يتخيل أو يتوقع حجم الكارتة وهول ما حل بالإنسانية حيث قطع الأوصال بين الناس وحول حياتهم الى جحيم أفرادا وجماعات أوقع بالبعض في سجن كبير خارج حدود أوطانهم بقوا حيث هم يتواجدون، خوفا من اكتساح الفيروس الذي فاجأ الناس وجعلهم يبحثون عن ملاذ يقيهم شره، جراء ما ألم بالأحبة من أحزان وكأن الآية القرآنية جددت التذكير باشعار جميع مكونات الأرض بما حملته من عبر ستبقى راسخة في الأذهان وكأنه يوم البعث جاء ليخلص البشرية من فوقها حيث قال سبحانه ﴿فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلصَّاۤخَّةُ ٣٣ یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ ٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ ٣٥ وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ ٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَئذ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ ٣٧﴾ الى آخر الآية وكأنها تتكلم عن ما يحصل على الأرض وأعطت بذلك الدلائل الحقيقية لمعاني القرءان الصالح لكل الأزمنة وأخد العبر من واقع جائحة كورونا التي سممت الأجواء التي تركت أترا سلبيا قيد معصم الحرية وزاد في الهلع بين صفوف الناس وأثر على نفسية الكبير منهم والصغير حيث أصاب عمق الفرد والمجتمع في الصميم لما للجائحة من خطر كبير أرهق الأعصاب وأغلق ألأبواب وكمم الأفواه وحد من الحركة ومكن الدول من بسط النفود في تطبيق حالة الطواريء ذات طقوس مختلفة دراماتيكية خاصة واكبة مستوى حجم الكارثة التي حلت بالجميع حيث الشلل التام الذي كبل مناحي الحياة بما في ذلك التنقل بين الأفراد في محاولات محدودة للحد من مطاردة الفيروس الذي يلاحق الناس حيث تواجدوا، مما جعل الإرتباك يزيد كل يوم ويثقوى في صفوف المواطنين سيما في تطبيق القوانين التي صاحبت تلك الأيام العصيبة التي لم تكن تتشابه شكلا ولا مضمونا في صراع محموم مع الزمن بل أصبح التعامل يفرضه واقع جديد يترجم على الأرض بأوامر صارمة تتغير مع ظروف الجائحة،التي تسببت بتغييب المجتمع المدني تم على مراحل مند أن اجتاحت الجائحة بدأ التنصل منه قصد إبعاده من المشهد إلا في الحالات القصوى حيث كان الوضع حقيقة مخيفة الى درجة كبيرة من الخطورة بقي معها قابعا هو الآخر في مكانه يتأمل بحسرة على سرعة سيارات الإسعاف وهي
تجوب الشوارع والأزقة تطلق صفارات الفزع التي كانت تزيد في نبض القلوب مدججة بفريق بلباس رواد الفضاء كأنهم أتوا من كوكب آخر لنقل المصابين الى حيث الأكسجين الإصطناعي، وقتها كانت الأقوال تتضارب حول قوة ومآل الداء الذي يصيب مباشرة الرئتين وكانت وصفة واحدة تروج على السنة الناس حتى صار نوع الدواء معروفا لدى الخاص والعام وكانت الكلمة والرؤى موحدة بين أقطار المعمور في تجميع المعلومات لعلها تساعد على وضع حد لتسريب هذا الفيروس وما واكبه من أخد ورد بحتا عن الأسباب الحقيقية التي ظلت عالقة الى وقت دام لأكثر من سنتين تقريبا لإزالت الغمة عن شعوب الأرض واتخاد الاحتياطات اللأزمة والتدابير الواجبة لمسايرة الوضعية بتلك الأدوات المتاحة وأخرى تم العمل على ايجاد حلولا تتفاعل مع الفيروس قادت به الى البحث عن مضادات أخرى كأوراق شجر الكليتوس ونبثة لمخينزة وأوراق الزيتون إلى غيرها من الأعشاب التي كان يرى فيها بديلا آخر قد يريح الأذهان أولا وأخيرا، وكأن الإنسان يخلق من جديد في ولادة قيصرية تانية على أرض أصبحت مهجورة خالية من الأكسجين وأكسيد الكاربون يصارع فيها الإنسان من أجل البقاء، هكذا كانت الأمور تسير وفق توقعات فاقت حجم الأرقام التي كانت تزيد كل يوم لم يعد معها يعرف أي أحد أين هو ؟ ولا كم من الزمن مر عليه ؟ ولا كيف كان يقضى ساعاته ؟ولا كم يوم مر من حياته في انتظار القادم الذي كان ينتظر منه أن يحمل جديدا يبدد تلك الإشاعة التي سكنت العقول وجمدت الأفكار حول مآل البحوت التي كان يقال عليها هنا وهناك، اقلقت راحة الناس بعضهم كاد يثور على نفسه من شدة التضييق وطول الإنتظار اللذين رافقا مراحل الجائحة، حتى شروط التباعد كانت حاضرة بقوة وكان التعامل معها يسير وفق ظوابط وشروط تحيط منها من كل جانب لفك الشفرات بالسرعة المرتقبة التي أدخلت الشك في النفوس من هول مصير لا يعرف مداه إلا القلائل من علماء الفيزياء، وقد وضعوا حواجز وقيود في صراع متصل مع المحيط الذي كان يئن تحت طائلة القانون الذي أصبح يطبق بشكل كما يرونه صناع القرار وبما يناسب المرحلة، أو كلما استدعت الضرورة القيام بذلك بناء على تلك دراسات التي كانت تؤدي إلى تنفيد البرامج التي كانت تواكب كل ما جد في عالم الطب والمزيد من تطبيق الاجرأة الذي أضرت بالناس عموما شملت البر والبحر والجو، لم يتبق من هذا الكون إلا تلك الصور من دم ولحم ترتعش من شدة الخوف تجوب فوق الأرض كهياكل بشرية فارغة ترقص کالكراكيز تنتظر لحظة الإعلان عن انتهاء ألأجل المحثوم قد يكون ذلك رهين بالاصابة الفيروسية في أي وقت الا من رحم ربي حيث يبقى القلب وحده ينبض بالحياة في انتظار ما قد تچود به الآیام المقبلة، هذا ما بقي في سوق البشرية التي تعودت عليه الأسماع في كل الأوقات مثل ما كان يسري من قبل في بيع المنتوجات عبر مكبر الصوت ذاك ممنوع وذاك لا يمكن أن تقترب منه، وقف الناس ينظرون وهم في قرارة أنفسهم يتأملون صعوبة المرحلة في ظرف عصيب ومنعرج خطير لا يمكن أن تعبر فيه عن وجود سلبت منه الحرية نظرا لحساسية الوضع القائم أنذاك لم يغمض جفن لأحد حتى الباحثين والساهربن والقائمين عليه من أجل استدراك ما فات من الوقت والعثور عن مضادات تخلص البشرية في سباق مشحون انعدمت فيه كل الأخلاق المتعارف عليها بدأ من سحب الثقة التي كانت تتسع هوتها كل يوم سيما أن الأمر ليس بالسهل لأنه يهم التنفس المرتبط بالحياة ، شيء كان متعبا حقا لا يقبل به عقل وهو يرى ويسمع ما يقع من تفاقم للوضع أحيانا من حوله، وفكره متشردم ينصب فقط كيف يبقى سالما محافظا على هذا التنفس خوفا من عدوي الفيروس التي قد تصيبه، وقد فرقت بين الأم وإبنها رغم التطمينات الطبية المواكبة التي كانت تصب في البحث عن مخارج وبدائل رأفة بالناس بعد أن وقف الطب عاجزا نوعا ما في أيامه الأولى بحتا عن تحديد وصفات طبية أصبحت موحدة تختلف قليلا من شخص لآخر حسب الحالة، مع مرور الوقت تطورت الرؤى في ايجاد مسالك ناجعة تخلص الناس من هذا الوباء القاتل الذي ذهب ضحيته الآلاف منهم أصدقاء غيبهم الموت انتقلوا إلى دار البقاء تحت ألة الننفس الإصطناعي نظرا لقوة الفيروس الذي لم ينفع معه دواء ، لم يصلوا على جثامينهم في دفن جماعي لم تقبل به البشرية إلا على مضض في وضع كهذا ،وكان الخوف يخيم على الكبير والصغير و الكل وقف عاجزا أمام هذا الفعل الذي كان من صنعه ،وصار يقاوم بكل الوسائل المتاحة في انتظار طال أمده نظرا لنفاد صبر الكثير من الناس الذين أرهقهم الملل وضاق صدر بعضهم من الروايات الإعلامية المتضاربة التي اخترقت عقول الناس وهيمنت على فكرهم غمرت الساحة بمغالطات عمت أرجاء المعمور الذي أصبح يعيش على تناقض يومي مستمر حير عقول العلماء أنفسهم بتصريحات كانت تتفاوت في أبعادها و التي جعلت الجميع يحترق من الداخل بنار هادئة يطوف المصحات والحواجز الوقائية على الطرق للحد من الحركة وحرية التنقل التي ربت عليها المواطن وجعلته يدخل في داومة في البحث عن أسباب قد توفر له المناعة وأية… مناعة؟… والكل في حيرة من الأمر بدأ من الخروج والدخول عبر تصاريح مختومة تسمح بمقتضاها تحديد المسافة من… والى، غير من نمط نوع المعاملة وكذاالنقاشات والتعاملات اليومية حتى في المكالمات الهاتفية عن الجائحة التي أربكت حياة الجميع الخاصة والعامة أبعدت الطالب عن حجرته والعامل عن معمله، من بعد آيام وشهور تم سنة فسنتين تقريبا كلها تجارب في صراع يومي مع اللقاحات هي الأخرى أرهقت الأعصاب وبددت شكوك البعض وأغرقت آخرين في تفكير طال أمده حول فائدة وجدوى اللقاحات التي عقدت عليها الآمال غير أن الإشاعة سبقت وشغلت بال أكترية سكان الكرة الأرضية تركتهم بين مد وجزر إلى أن من الله على الجميع برفع ضرر الجائحة، واشتدت الحاجة الى استئناف الحياة من جديد حيث رجع الطالب الى حجرته والعامل الى عمله، والقلب الى نبضه، كذالك كان الله من قبل ومن بعد، أبعد الله عن الجمبع ووقاهم شر جائحة كورونا.. ______________________________