هكذا تكلم محمد شهدي عن التبركيك…ظاهرة اجتماعية

التبركيك…ظاهرة اجتماعية لا يمكن نكرانها أو غض الطرف عنها، يقال الكثير عن هذه الآفة اللصيقة بعشاق التبركيك في الدرب، والدوار،، والمقهى، والحي، وعلى جنبات الأرصفة، كلها محطات ينطلق منها التبركيك على الصاعد والنازل، والمار من هنا، و الفائت على هناك، وفي ذلك يصطاد التبركيك.. البر… فرائسه التي يقضي بها وقته الميت، ويتلذد بما طاب له، يميت الحي، ويحيي الميت، يمشي في الجنائز، ويحكي كيف ثم الدفن، يسبق لتقديم العزاء، وقد يتاخر على موائد الاكل، يفيق باكرا وينام متأخرا، دون ملل أو منا منه على أحد، يسكر مع السكران ويعي ما يقول، خوفا منه أن تفوت عليه قهوة الصباح، المدمن على احتسائها، كيف لا والنوم يداعب عيونه التي لم يغمض لها جفن، من كترة تحديق النظر لئلا تضيع عليه نشوة السهر والسمر الليلي على قارعة الدرب، يراقب الذاهب والآتي من العمل، يقدم التحايا ويستقبل أخرى، والتبركيك صفات وانواع، حتى داخل الحمام لم يسلم المستحم من التتبع، و كيف يغتسل، وهل توضأ، وكذلك الشأن مع السياسي، والموظف، والملتحي، وهلم جرا والجرد طويل، والكل يعمل على شاكلته، ومنهم من يعلم أنه يتسبب في تعطيل قضايا ومصالح مرتبطة بين الناس، سيما التبركيك الالكتروني السريع في نقل الرسائل المشفرة، وما يحملها من رموز تصب في خدمة أهداف خاصة، يعرف كيف ينتقي عباراتها الموجهة بذكاء، يكاد أن ينطقها، حتى لا تخرج عن سياقها، وحلتها المبطنة التي يريد أن يبعثها الى من يهمه أمر التقاطها، وقد يزيد أو ينقص قليلا حسب هواه ومعاملاته المرتبطة بالأشخاص الذين يتعقبهم او يقتفي اترهم، والتي تدخل ضمن التبركيك المجاني تساهم في التخلف وتزيد في الارتزاق الذي لا يخدم مصلحة الحفاظ على أمن الدرب، ولا الدوار، ولا الحي، ولا خدمة أمن الوطن، بقدر ما تخفيه الظاهرة من عيوب يختبأ وراءها صناع الفرجة والحكي في الأعراض، كفى من ضياع الوقت في التبركيك، والعمل على تنقية المجتمع من الشوائب، حفاظا على سلامة المجتمع من مثل هذه الظواهر التي لا تليق بمكانة شعب يطل على حضارات لا مكانة فيها للتبركيك